روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | طول العشرة.. والإهانة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > طول العشرة.. والإهانة


  طول العشرة.. والإهانة
     عدد مرات المشاهدة: 2968        عدد مرات الإرسال: 0

أعمل طبيبة وزوجي طبيب يكبرني ب 8سنوات عندي 4 اولاد الكبير بالجامعة ثم ثانوي ثم ابتدائى زوجى دائم السخط والغضب.

ولجأ إلى السب والضرب أحيانا بقسوة شديدة لي ولاولاده في حال مخالفته في الرأي

وأحاول استرضاؤه حرصا علي بيتي واولادى لكن لا يلبث ان يعود من جديد لحالة السخط هو دائما مايهين ولدى الاوسط وايضربه بشدة "عمره 17 سنة" وحين ادافع عنه اواحاول نصحه ينهرنى بقوله مالكيش دعوه ابنى وانا حر فيه

الولد صار لا يحب ابيه ويتعمد تجاهله وهذا يزيد من حنق الاب عليه طلبت منه احتوائه باللين فقال انى سبب المشاكل بينهما.

كما انى السبب فى اصابته بالضغط والسكر هو يقول اني لااسمع كلامه ويشهد الله انى لااقصر بخدمته وبيتى رغم عملى كطبيبة وعدم وجود خادمة "يرفض وجود خادمة" ولا يفعل الا مايرضيه

حتى طلبات المنزل اقوم بشرائها من الخارج واتحمل مسئوليات كثيرة من المفروض ان يتحملها عني العل اقه الخاصه غالب ما اكون البادئة رغبة لرضا ربي ولانى ان لم ابدايعتبرنى مقصره في حقه وربي سيغضب علي لانى خلقت فقط لتلبية رغباته

وحتى ان لم يطلبهالا يكف عن ذكر عيوبي ولا أدعى أنى بلا عيوب فانا مثلا صوتي مرتفع لكن لااسب ابدا واحب النظافة التى لايلقى لها بالا ولكني لست موسوسه أنا لا أرغب منه بغير حسن المعاشرة والكف عن سبى والستهزاء بى وبمشاعري والاهتمام بالاولاد معي

حيث إنه لايفارق الانترنت حتي الثانيه صباحا يوميا ولايهتم لا بدراسة الاولاد واللعب معهم كل مايتكلم يقول انتوا مابتحترمونى ولااعلم من اين اتاه هذا الاحساس لكن الاولاد يحاولوا الابتعاد عنه تجنبا للسب او الضرب

والان دخل في نوبة جديدة من الصمت المطبق فهو لايرد حتى السلام لاادري ماذا افعل هل استمر فى استرضائه الذى سئمت كثرة تكراره او افعل مثلما طلب منى بالا اكلمه ولااقدم له اى راى فى اى شىء احيان افكربطلب الطلاق لكن اعيد النظر لاجل ابنائي

وايضا لان كل دخلى بحسابه وحتى الشقة التى اشتريناها معا لادرى ماالتصرف الصحيح اقسم بالله انا ارغب في الاستمرار لكن ان اضرب واهان بعد هذا العمر فهذا مالا اطيقه ولايوجد من اشكو له حيث اننا بالغربه

ولا أحكى حتى لامى كىلا أحزنها كلمته في زيارة لمستشار اسري ولكن سخر منى وقال ابقى شوفى أنت ارجو ارشادى لانى سئمت هذه الحياه ولولا اولادى ماتحملت لحظه واحدة.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

حياك الله أختي العزيزة ويشرفنا تواصلك معنا في موقعك المستشار سائلين المولى عز وجل أن تجدي فيه ما ينفعك بإذن الله.

عرضت غاليتي مشكلتك مع زوجك الغاضب والساخط وهذه المشكلة يشاركك الكثير من الأزواج فيها ذكورا وإناثا وهو كون الطرف الثاني بهذه الشخصية والمسألة هينة بإذن الله فلاتكدري نفسك ولاتيأسي.

ذكرت أختي الحبيبة أنك لا تقصري في خدمة وطلب إرضاءه وهذا ممتاز ويغنينا عن البحث في مجال القصور منك في تأدية واجباتك ولكن قبل أن نتجاوز هذه الخطوة:

هل فكرت فيما يحبه زوجك؟فيما يرضي زوجك؟

طوال هذه السنين التي عشتها معه هل عرفت مفاتح قلبه؟

راجعي محطات حياتك معه وفكري باللحظات الجميلة بينكما كيف حدثت في كل لحظة منها ستجدين مفتاحا احتفظي به جيدا لأنه سيعينك بقية مواقف حياتك معه.

فكري بعمق ما الأشياء التي تسعده وأسعدته؟

إن الرجل النبيل يمنح السعادة للمرأة التي تشاركه حياته إحساسا بالمسؤولية تجاهها قبل أن يجد ذلك منها ودون أن ينتظره أما الرجل الطيب فهو الذي يعطيك بقدر ما تعطيه فإن كنت مصدر سعادته أصبح مصدر سعادتك وهذا ظني بزوجك إن شاء الله.

المسألة الثانية: عندك مفتاح كبير وهو قوله (أنتم لاتحترمونني) عبرت عن ردك على ذلك بقولك(ولا أعلم من أين أتاه هذا الإحساس).

أقول لك أختي الكريمة لابد أن تعلمي من أين أتاه هذا الإحساس ولا تتهاوني بشعوره هذا لأنني أكاد أجزم أن كل غضبه وسخطه ومساوئه سببها هذا الشعور كيف لا والاحترام هو أشد ما يحتاجه الرجل في بيته فإذا وجده عمت نفسه السكينة والطمأنينة والراحة وإذا فقده صار أسدا هصورا لا يكاد يهدأ له بال فهو كالجائع الذي فقد الطعام.

قد تكون نظرتك للاحترام بتأدية واجباته وعدم رفع صوتك عليه وطاعته مثلا بينما الصورة عنده للاحترام ليست هذه فقط فنظرة الأشخاص للأمور تختلف وعليها يبنى الخلاف بينهم.

وإليك بعض صور الاحترام وعليك إيجاد المزيد:

الاستماع له باهتمام عندما يتحدث /عدم تهميش آراءه أو السخرية منها/عدم تقليل شأنه عند أولاده /عدم تخطئته أمام أحد أو الاعتراض عليه دائما وبصورة صريحة/عدم تشويه صورته حتى أمام نفسه/مشاركته مشاعره في أفراحه وأحزانه...وغير ذلك الكثير.

المسألة الثالثة:يقول الله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

إن فهم شخصية الطرف الآخر وأسباب تصرفاته مما يحقق هذا السكن لهذه الحياة الزوجية وإن مثيرا من المشاكل في البيوت تبنى بسبب جهل الطرفين لشخصية بعضهما ولهذا يصعب التوافق والتفاهم بينهما.

ومن هذا الباب أدعوك أختي للقراءة في أنماط الشخصيات وأنواعها وأساليب التعامل مع كل شخصية بما يناسبها ستجدين بإذن الله تعالى النفع الكبير في ذلك ومما أنصحك به الاستماع لشريط الأستاذ مريد الكلاب بعنوان "أنماط الشخصية وفهم النفسيات"

المسألة الرابعة: ضرب زوجك وعنفه معك ومع أبناءك وإليك غاليتي بعض ما أقترحه:

1-تجنب كل ما يثير غضبه منك أو من أولادك والبعد عن ذلك بقدر المستطاع

2-تربية الأبناء على حب أبيهم وبره وطاعته مهما فعل بهم والرضوخ له وخفض جناح الذل له علميهم أن لايخالفوه في أي أمر وأن لا تسقط كلمة سمعا وطاعة عن لسانهم معه أبدا وأن لايستقبلوه إلا بوجه بشوش وقلب محب.

هل أنت مستعدة لتنفيذ خطة التغيير؟

إليك:

أعطوه العاطفة أغرقوه كلكم بالحنان والحب سينتعش قلبه القاسي ويلين بإذن الله إذا دخل علميهم أن يقبلوا رأسه جميعا وكفيه ويجلسوا عنده ويقولوا ماذا تأمر ياأبي.

ومن جانبك أنت استقبليه بأحسن مايحب من منظر وملبس ومأكل ووجه بشوش وكلمات رقيقة وهدوء وسكينة.

تغافلوا جميعا عن كل مايغضبكم منه وتجاوزوا عن أخطاءه سترون كيف ستنقلب الموازين بإذن وكيف سيتحول إلى رجل آخر فالمسألة ليست إلا صبر ووقت وحسن تصرف.

3-استخدمي مبدأ الحوار الهادئ معه في الوقت والمكان المناسبين إذا أردت مناقشته في أي أمر سواء في سوء معاملته وأسبابها أو في احتياجاتكم وطلباتكم أو غيرها واحذري أن تدخلي عليه فجأة وتقولي نريد كذا أو لم فعلت هذا!

المهم في هذه النقطة هو المدخل إلى الموضوع في الحوار فعلى سبيل المثال عندما تناقشيه في أسباب ضربه ابدئي بالتعبير عن صدق حبك وحب أولادك له وأنك تسعين جاهده لإرضائه وقولي ما الذي تطلبه منا حتى لاتضربنا وتقسوا علينا؟ نريد قلبك الرحيم العطوف الذي نعرفه وأكدي الصفات الإيجابية فيها دائما ولاترددي السلبية.

أما بخصوص إدمانه على الانترنت وصمته فلولا أنه يهرب من الواقع الذي يعيشه ليبحث عن مكان أكثر استقرارا وراحة وقربا من أفكاره وتصوراته ماغاب ذهنه عن البيت وانشغل بغيره.

الانترنت هام في عصرنا ومفيد وقد يكون له أعمال هامه تحتاج هذا الوقت منه لكن لبيته أيضا حق وغيابه التام عنكم إلى الانترنت هو الخطأ وليست في قضاء الوقت الطويل بحد ذاته.

وأخيرا وهو الأهم تسلحي بسلاح الدعاء فهو أنجح الوسائل وأنفعها والله قريب مجيب والزمي تقواه فهو سبحانه القائل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

وهو القائل(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) فأسسي بيتك على تقوى الله وطلب رضوانه والبعد عن معاصيه وهو سبحانه سيرضي عباده عنك وييسر أمورك بحوله وقوته.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الكاتب: د. محمد الحسن خالد

المصدر: موقع المستشار